إسرائيل تحتجز ناشطي "مادلين" في سجن "جفعون" وتمنع وسائل الاتصال عنهم
إسرائيل تحتجز ناشطي "مادلين" في سجن "جفعون" وتمنع وسائل الاتصال عنهم
احتجزت السلطات الإسرائيلية، اليوم الاثنين، الناشطين الدوليين الذين كانوا على متن سفينة "مادلين" المتجهة نحو قطاع غزة، في زنازين منفصلة داخل سجن "جفعون" بمدينة الرملة وسط البلاد، بحسب ما كشفت عنه صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، في أعقاب اقتحام البحرية الإسرائيلية للسفينة في المياه الدولية.
وأفادت الصحيفة أن مصلحة إدارة السجون استعدت لوصول الناشطين، وأتمت ترتيبات اعتقالهم مسبقاً، من خلال تخصيص زنازين فردية داخل سجن جفعون، وتوفير زي اعتقال رسمي وبعض المقتنيات الشخصية، كالفرشاة والصابون، وهي مستلزمات يُحرم منها عادةً الأسرى الفلسطينيون، في ما يعكس ازدواجية واضحة في معايير الاعتقال.
وأوردت الصحيفة أن وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، أصدر تعليمات صارمة بمنع إدخال أي أجهزة اتصال أو إعلام، مثل الراديو أو التلفاز، إلى زنازين الناشطين، ما يشير إلى عزل متعمّد يفرضه الاحتلال على المعتقلين لأغراض أمنية وسياسية.
نقل قسري وظروف غامضة
أكدت الصحيفة أنه تم نقل الناشطين من ميناء أسدود إلى سجن جفعون بسيارات ذات نوافذ مغلقة تابعة لوحدة "نحشون" المتخصصة بنقل الأسرى، ما أثار انتقادات واسعة من منظمات حقوقية حول ظروف الاعتقال وظروف النقل القسري للناشطين الذين لم توجه لهم أي تهم رسمية حتى اللحظة.
وفي السياق، ذكرت هيئة البث الرسمية الإسرائيلية أن الناشطين الـ12، بينهم الناشطة السويدية المعروفة غريتا ثونبرغ والممثل الأيرلندي ليام كانينغهام، نُقلوا إلى ميناء أسدود عقب استيلاء البحرية الإسرائيلية على السفينة، وتم احتجازهم دون إعلان رسمي عن مواقع احتجازهم.
نداءات قانونية دولية
من جانبه، قال مركز "عدالة" الحقوقي في بيان عاجل إنه وجّه رسالة طارئة للسلطات الإسرائيلية طالب فيها بالكشف الفوري عن أماكن احتجاز الناشطين، وعد اقتيادهم قسراً "انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي"، مشدداً على ضرورة احترام حقهم في التواصل القانوني ورفض احتجازهم التعسفي.
وأضاف المركز أن السفينة كانت ضمن إطار "أسطول الحرية" الذي يسعى إلى كسر الحصار البحري الإسرائيلي على قطاع غزة، وهو حصار تعده منظمات أممية وحقوقية عدة انتهاكاً للقانون الإنساني الدولي.
وكان الجيش الإسرائيلي قد اقتحم سفينة "مادلين" فجر الاثنين في المياه الدولية، حيث أظهر بث مباشر من على متن السفينة أن زوارق حربية إسرائيلية حاصرت السفينة، فيما طالب الجنود الركاب برفع أيديهم، في مشهد وصفه مراقبون بأنه يعيد للأذهان مشهد اقتحام سفينة "مرمرة" التركية عام 2010.
وشوهدت طائرات مسيّرة تحلق فوق السفينة، قبل أن تلقي مادة بيضاء مجهولة على متنها، في تصرف وصفه النشطاء بأنه "عدواني وخطير"، جرى أمام أعين العالم دون تدخل.
خلفيات وتصعيد مستمر
يأتي هذا الاقتحام ضمن سلسلة خطوات تصعيدية تنتهجها إسرائيل لمنع أي محاولات لكسر الحصار البحري المفروض على قطاع غزة منذ عام 2007.
وكانت سفينة "الضمير" التي أطلقتها اللجنة الدولية لكسر الحصار قد تعرضت لهجوم بطائرة مسيّرة إسرائيلية في 2 مايو الماضي، ما تسبب في ثقب بهيكلها واندلاع حريق بمقدمتها.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس قد صرّح الأحد بأنه أصدر أوامر للجيش بمنع وصول "مادلين" إلى شواطئ غزة بأي ثمن، مشيراً إلى أن الاقتراب من القطاع يمثل "انتهاكاً للسيادة الإسرائيلية" رغم أن الحصار البحري ذاته يتنافى مع قواعد القانون الدولي.
حصار مستمر وإبادة
تستمر إسرائيل، بدعم أمريكي، في شن حرب إبادة جماعية ضد سكان غزة منذ 7 أكتوبر 2023، وسط تجاهل واسع لأوامر محكمة العدل الدولية والنداءات الدولية بوقف العدوان.
وأسفرت الحرب عن أكثر من 181 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين، وسط مجاعة كارثية تفتك بالمدنيين في ظل استمرار الحصار وتدمير البنى التحتية للقطاع.